تطوير الخطاب الدعوي
الهدف : * نشر الإسلام بمفهومه الشامل في المجتمع بما يتناسب مع كل شريحة و كل نوعية 0
*مواكبة المتحدثين للتغيرات الموجودة على الساحة 0
& المقصود بالخطاب الدعوي : هو الخطاب الشامل المؤثر لتوصيل و نشر الإسلام بمفهومه الشامل في المجتمع 0
& العناصر الأساسية : - (1) المتحدث 0 (2) المـــوضـوع 0
(3) المُخَاطب 0 (4) الوقت و المكان 0
مقدمة
أخي المتحدث : - إن مخاطبة الجماهير باب من أبواب النجاح في الحياة العامة على المستوى الوعظــــي و السياســي و الاجتماعي و المهني و العلمي 0 و لتعلم أخي الحبيب أنك على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتين من قِبلك فكن الجندي اليقظ لدعوتك و الحارس الأمين لفكرتك و أعد العدة لمهمتك بإخلاص عميق و فهم وثيق و إعداد جيد و أداء قوي مؤثر و اعلم أن الخطاب هنا ليس المقصود به المنبر و فقط و لكن احرص على أن يكون خطابك في أي مكـان و أي زمان { المسجد – المحلات التجارية – المؤسسات الحكومية و الخاصة – الشارع – المقابر – السرادقـــــات – الأفراح – الزيارات المنزلية – المناسبات الاجتماعية و الإسلامية و القومية – 0000000000 }
و ذلك لإذكاء الجوانب الإيمانية و التعبدية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسـية رافعاً شعارك و منفذاً لمشروعـك
( الإسلام هو الحل لمشكلاتنا الحياتية ) مع عدم إغفال الجانب العقلي أو الوجداني أو الفكري سواء بسواء دون إغفال أحد الشرائح الإنسانية أوالفئات المهنية أو العمالية 0
أولاً : المتحدث : -لا بد للمتحدث أن تتوفر فيه بعض المقومات مثل : -
(1) الربانية { الإخلاص – الصدق – الوفاء – القناعة – العفة – اليأس مما في أيدي الناس – الصبر – الحلم – الجرأة و الشجاعة – الرحمة بالمُخَاطب – المظهر الطيب – انتقاء الكلم الطيب – طلاقة الوجه – 000000 }
(2) يألف و يؤلف : فلا بد من المشاركة الاجتماعية { الاهتمام بأحوال الناس – ملاحظة الروح الجماعية بينهم – مشاركتهم في المناسبات – قضاء حوائجهم – الإصلاح بينهم – 00000000000000000 }
(3) القدرة على حسن توظيف المناسبات و التعامل الأمثل مع الظواهر و الأحداث 0
(5) العلم الوثيق 0 يقول الدكتور /
عمارة :- [ إن النحلة تمتص مليوناً من الزهور من أجل أن تعطينا مائة جرام من العسل 0 و قد قال رسولنا ( صلى الله عليه و سلم ) { و الذي نفس
بيده إن مثل المؤمن لَكَمَثَلِ النحلة أَكلت طيباً وَوضعت طيباً } رواه أحمد
& كن بخارياً ؛يقول الشيخ البخاري رحمه الله " خَرجت الصحيح من ستمائة ألف حديث " و عدد الصحيح أربعة آلاف حديث جمعها رحمه الله في ستة عشر عاماً تقريباً 0 و يقول رحمه الله " ما كتبت في كتاب الصحيح حديثاً إلا اغتسلـت و توضأت قبل ذلك و صليت ركعتين "
(6) المقومات الفنية للمتحدث : -
أ - التركيز أثناء الإعداد و التكرار 0 ب- الترابط و تسلسل الأفكار و العناصر 0
جـ - سرعة البديهة و قوة الذاكرة و الملاحظة 0
د- أسلوب العرض و مطابقة الصوت لمقتضى الحال 0
هـ - التمهل في الإلقاء و التوقف قبل و بعد كل عنصر أو فكرة 0
- مناسبة الصوت لسعة المكان و عدد المستمعين 0
ن- التحدث باللغة العربية الفصحى ما أمكن 0
ع- توزيع النظرات على جميع المشاركين في الحديث 0
غ- تغليب الإيجابية على السلبية ، و الاعتدال على التطرف ، و التيسيير على التعسير 0
ثانياً : الموضوع : -
(1) اختيار الموضوع : -
1- أن يتناسب مع أفهام و عقول جميع المخاطبين مع مراعاة التوازن في مخاطبة العقل و الوجدان 0
& قال عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4
&
( صلى الله عليه و سلم ) { أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم } رواه الديلمي
2- ارتباط الموضوع بحياة المُخَاطبين حاضرهم و مستقبلهم و بما يتناسب مع المناسبة أو الحدث إن وجدا 0
3- البعد عن مواطن الخلاف ( الداعي يجمع لا يفرق } 0
إعداد الموضوع : - 1- تحديد الهدف 0
2- تحديد العناصر المحورية و ترتيبها بشرط أن تصب جميعها في الموضوع ذاته ( وحدة الموضوع ) 0
3- توثيق الموضوع و دعم العناصر المختارة : - [ قرآن كريم – حديث صحيح – قصص قرآني – سيرة الأنبياء – حياة الصحابة – حياة السلف الصالح – حياة علماء العصر – الأدلة المنطقية - لغة الأرقام و الإحصائيات – اسقاط الموضوع على واقع المُخَاطبين و المجتمع و الأمة الإسلامية و العربية بما يتناسب بالمُخَاطبين و نوعياتهم و مستوياتهم الفكرية و العقلية 0
4- ربط الموضوع بالمشروع الأساسي للدعوة ( الإسلام هو الحل ) 0
5- اختيار أسلوب العرض الذي يتناسب مع الموضوع و التركيز على بث الأمل في النفوس و الترغيب فيما عند الله عز وجل
6- مراعاة زمن الخطاب للموقف ( تناسب الموضوع و مناسبة الموقف [ فرح – عزاء – زيارة مريض 0000000 ومدة الموضوع الزمنية حسب مايتناسب مع المُخَاطبين و الموقف 0
7- واجب عملي لتحقيق الهدف 0
ثالثاً : المُخَاطب : -
& جميع الناس لقول الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 شرائح المجتمع و فئاته و أجناسه و دياناته لقوله سبحانه و تعالى :- {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28
& مراعاة البعد النفسي للمُخَاطب فلا بد من تهيئته نفسياً للحديث و استقبال الموضوع و إدراك أهميته 0
رابعاً : التوقيت و المكان : -
& لا بد من إدراك أن لكل مناسبة حديثها و موضوعها و لكل شريحة و نوعية من الناس أسلوب للمخاطبة و لكل مهنة ما يناسبها ( فليس من المعقول أن نتحدث أثناء زيارة المريض عن الموت أو 00000000000000 )
& مراعاة المكان الذي يدور فيه الحديث فليس من المعقول أن نتحدث عن كيد النصارى أو غيرهم في مكان عام يجمع بين المسلمسن و النصارى 0
و كذلك التحدث مع العوام عن نقد السلفية و نترك الأهم و هو كيف نرتقي بأنفسنا حتى نكون ربانيين أو 00000
كلمات من ذهب 000 هل تعلم ؟
&اعلم : أن مخاطبة الجماهير ليست علماً يستوعب و قواعد تحفظ و لكنها ممارسة و معاناة 0
& اعلم : أن المتحدث هو المؤثر الأساسي في الجماهير 0
& اعلم : أن المتحدث هو محور الارتكاز في قضية الإصلاح و التغيير 0
& اعلم : أن المتحدث هو محرك للقلوب و محرك للعمل بقتضى الأفكار التي يحملها 0
أهميـة الكلمة {رُب كلمة نفعتك العمر كله}
برغم تنوع وسائل التأثير والدعاية والإعلام . وبرغم قدرتها الساحرة على الإقناع لا تزال للكلمة المسموعة دورها الحيوي فى التغيير والإصلاح فالكلمة دائما هي نقطة البدء فى كل دعوة وحسن الإعداد لها ، والتدرب الجيد على إلقائها ، واستخدام كل الإمكانات لضمان وصولها إلى السامع قوية ، فاعلة ، مؤثرة ، موجزة هو ضرورة لا تزال دعوة الإسلام تفتقر إليها .
وفشل كثير من كلماتنا فى الإقناع والتأثير ، ليس عائدا إلى تراجع دور الكلمة كوسيلة فى التغيير ، بقدر ما هو عائد إلى فشلنا فى استخدامها استخداماً مؤثراً ، فالمضمون الغامض ، والعناصر المفككة المبعثرة ، والدعاوى الفارغة من الدليل وضبابيه الهدف فى عقل المؤدى ، والأداء الميت المتهاوي وتكاد كلها تجتمع فى أدائها للكلمة اليوم – كلها عوامل تقف من وراء فشل خطابنا الدعوى للناس .
وفي الوقت الذي يزين فيه كل ذي فكر باطل فكره ، وهو يقدمه للناس … نعمد نحن إلى فكرنا ، فنشوهه ونسئ إليه ، بهذا الأداء المشين ، بدعوى أنه هو الحق …… أفلا يحتاج الذهب – وهو الذهب – إلى معرض حسن ، حتى يُقبل عليه جمهور الناس ؟ والدليل الذي لا ينقضي على تبوأ الكلمة المسموعة ذروة التأثير فى عصرنا ، هو نجاح كثير من الخطباء ، ذوي العلم الواسع ، والأداء الجيد فى جمع جمهور الناس حولهم ، وفي الإقناع بما يهدفون إليه وينادون به ونحن اليوم فى حاجة إلى إحياء دور الكلمة ، فى حلقة الخطيب المفوه ، الذي يعرف هدفه ويدرك دوره ، فيؤدى أداء ضاغطا مقنعا ، شجيا ، مؤثرا، فى حاجة إلى المحاضر ، ذي الثقافة الواسعة ، والواعي بحاجات العصر ، ومستوى السامعين ، فى حاجة إلى من يتلو على مسامع القلوب آيات كتاب الله بصوت يجمع بين دقة التجويد ، وطلاوة الصوت ، وحسن الوقوف ، فتهتز له القلوب وتخشع . فى حاجة إلى من يزكي الحماس بالأنشودة ، فتعلو الهمم وتشتد العزائم ، ويذهب التراخي .ورب كلمة سمعتها … نفعتك العمر كله . كما يقول العارفون .